النقد

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


-علينا أن نسعى دائما إلى تفحص برامجنا وقراءة أحوالنا وإقامة علاقات نقدية

مع ذواتنا وإنجازاتنا فالنقص شيء ملازم لنا وليس المطلوب أن نصل إلى

الكمال و إنما المطلوب هو مداومة كشف الممارسات الفكرية الخاطئة وكشف

زغل أعمال العقل بالإضافة إلى استشراف المزيد من النضج والاقتراب من

الصواب وما لم نتعامل مع منتجاتنا الفكرية وتجاربنا ومع أحداث العالم من

حولنا على هذا النحو فإن كثير من مكتسباتنا النهضوية يمكن أن يكون في

خطر كما يمكن لكل ما أحرزناه من تقدم عقلي وفكري أن يصبح موضع

تساؤل

-النقد أداة من أعظم الأدوات التي اخترعتها البشرية لبلورة وعيها واكتشاف

ذواتها وأصولها وأوجه القصور في مشروعاتها وإنجازاتها حيث تظل الأفكار

غائمة ومعتمة ما لم تتعرض لأشعة الروز و(التقييم)


الفجوة بين ما هو كائن وما يجب أن يكون هي التي تعطي المشروعية للنقد

وتلزمنا أخلاقيا بالإصغاء إلى من يمارسه

-صحيح أن بعض الناس إذا رأى القسم المملوء من الكأس شكا من وجود

القسم الفارغ وصحيح أن بعض الناس يتجاهل نصف عقولنا حين يحاول

إبراز عيوب الآخرين وستر محاسنهم إلا أن الصحيح أيضا أن معظم إنجازاتنا

ومواقفنا وتصرفاتنا يظل مشوبا بشيء من النقص ويظل بالتالي قابلا

للمراجعة والنقد والتصحيح انطلاقا من هذا وذاك فإننا نرى أن تقبل النقد

والامتنان لمن ينقد ينبغي أن يكون هو المبدأ الذي نحمل عليه أنفسنا ولكن هذا

لايحرم المرء من حقه في المجادلة عن نفسه والدفاع عن موقفه حيث أن كثير

من النقد الذي يصدر عن اجتهاد خاطئ وعن رؤية غير واضحة

-بالإضافة لما سبق نرى أن ضرورة وجود النقد واستمراه نابع أيضا من أن

الإنسان لا يستطيع القبض على كثير من الحقائق دفعة واحدة وإنما على

مراحل وهذا مشاهد لا يحتاج إلى برهان ولكن المشكلة تكمن في تحسس

الناس من النقد وسبب هذا التحسس

1-إما اعتقاد الكمال في النفس مع اعتقاد النقص في الناقد

2-إما عدم القدرة على الفصل بين القضايا العلمية والقضايا الشخصية فصار

الانتقاد في حس الكثيرين تجريحا شخصيا لصاحب الفكرة

3-على المنتقَد ألا يقف كثيرا عند البحث عن نوايا الناقدين ودوافعهم لأن هذا

يتنافى مع الصدق في التعامل مع الحقائق ومع الإخلاص للحق نعم قد نثور

حين يكون أسلوب النقد قاسيا أو على الملأ لكن إذا ما هدأت الخواطر وجب

أن نتأمل في ما قيل لنا وهل هو صحيح أو غير صحيح؟

-أخيرا إن اصطدام الآراء ليس كارثة وإنما هو فرصة لإثارة الفكر الذكي

وفرصة للبحث والتمحيص والمراجعة وستكون النتائج –بإذن الله- باهرة إذا

استطعنا استخراج خلاصات من خلافاتنا ومناقشاتنا نجعلها أساسا

لمشروعات عملية منتجة

شكرا لكل من علق على مشاركة الحوار