منتدى الصحافة والإعلام أخبار منوّعة - تحقيقات صحفيّة - تغطيات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-07-2011, 07:04 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سلطان الدين
زائر
Post العالم الجليل الادريسي

الإدريسي ..عالم كبير ورحالة متميز!!


هو عبد الله محمد الحسني من نسل الأدارسة الحموديين المعروف بالشريف الإدريسي
ولد في مدينة سبتة المغربية، ونشأ وأخذ علومه في قرطبة الأندلسية
لذا يسمى أحيانا بالقرطبي، وعاش أواخر أيامه في مدينة سبتة وتوفي فيها.
يعتبر الإدريسي من أكبر الجغرافيين والرحالة العرب
كما له مؤلفات في التاريخ والأدب وعلم النبات والفلك والشعر
قضى معظم حياته متجولاً ما بين بلدان آسيا وأوروبا وإفريقيا
إلى أن استقرّ أخيرا في بلاط ملك صقلية روجر الثاني النورماني
الذي قرَّبه من بلاطه كثيراً وطلب منه أن يؤلّف كتاباً في جغرافيا العالم
وبعد خمسة عشر عاماً من العمل الدؤوب أبصر الكتاب النور وسمَّاه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"
فخرج هذا الكتاب كموسوعة جغرافية قيّمة بقيت المصدر الأول لعلماء أوروبا والشرق لأكثر من ثلاثة قرون
ولأهمية هذه الموسوعة كانت من أوائل الكتب العربية التي عرفت الطباعة
وبقيت تطبع وتنشر كاملة بالعربية واللاتينية والفرنسية والألمانية
والإسبانية والإيطالية والإنكليزية حتى عام 1957
وذكر سيبولد أنه أجرى طباعة أجزاء منها
فيقول: نشرتُ أقساماً من هذه الموسوعة مع 71 خريطة
وطبع دوزي القسم المختص بالمغرب والسودان ومصر والأندلس عام
1864 في ليدن وطبع روزون ملر وصف الشام وفلسطين في ليبسك عام 1928
وطبع أماري وغيره القسم المتعلِّق بإيطاليا عام 1885 في روما
وطبع كوندي الأصل العربي مع الترجمة الإسبانية للأقسام التي تخص
جغرافية الأندلس سنة 1799 في مدريد، ويصف سيبولد الموسوعة قائلاً:
إنها مبنية على الأصول العلمية والحقائق الفنية الثابتة لذلك العهد
والتي لا تختلف كثيراً عمَّا هو ثابت في عهدنا هذا… .
تميَّز الإدريسي بدقة حسابه لأطوال وعروض البلاد المختلفة، فلم يكتفِ بما اتفق عليه العلماء
بل لجأ إلى أساليب جديدة ليتحقق من صحة المعلومات ودقتها
لهذا استعمل ما أسماه "لوح الترسيم"، ويصف سيبولد هذا اللوح بقوله:
هو لا شك تصميم جغرافي للكرة الأرضية، وبعبارة أدق
هو مشروع خريطة العالم التي وضعها الإدريسي فيما بعد
لقد وضع عليها مواقع البلدان المختلفة بواسطة بركار خاص بناء على المعلومات التي جمعها
ومحققاً بعناية فائقة المواقع المذكورة واقفاً على حقيقة بعض المعلومات المتضاربة
وهذا هو الإنجاز العظيم الذي أدخله الإدريسي على خريطة العالم
فجعلها تقرب من وضعها العلمي الصحيح التي هي عليه الآن.
أراد الإدرسي أن يُخلِّد هذه الخريطة لتكون بمنأى عن عوامل التلف
لهذا طلب من الملك روجر أن يضع تحت تصرفه دائرة ضخمة من الفضة الخالصة
موضحاً طلبه بأنها: "..عظيمة الجرم، ضخمة الجسم"، وكانت بوزن 400 رطل من الفضة
وعند اكتمالها أمر العمال أن ينقشوا عليها صور الأقاليم السبعة، ببلادها وأقطارها
ريفها ومواقع أنهارها وبحارها وخلجانها
وما بين كلّ بلدين منها وبين غيرها من الطرقات المطروقة والأميال المحدودة
والمسافات المشهودة والمراسي المعروفة
على نص ما يخرج إليهم ممثلاً في لوح الترسيم ولا يغادروا منه شيئاً
ويأتوا به على هيئته وشكله كما يرسم لهم فيه… .
انصرف الإدريسي بعدما أنجز هذا العمل إلى العمل في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"
الذي كان بمثابة التفسير والشرح لخريطة العالم الجديدة، تصف زيغريد هونكه بكتابها
"شمس العرب تشرق على الغرب" هذا الكتاب فتقول:
يحوي كتاب الإدريسي وصفاً كاملاً للمدن والبلاد موضحاً طبيعتها وثقافتها والنشاط البشري فيها
ذاكراً بحارها وجبالها وأنهارها وسهولها وأوديتها
كما يتحدث عن الفواكه والحبوب والنباتات التي تنمو في تلك البلدان
وكذلك الفنون والصناعات التي يتقنها أبناء كل إقليم
ويتكلم عن الصادرات والواردات والحالة المعيشية للشعوب
والعادات والتقاليد والملابس واللغات المنتشرة بينهم
وتتابع العالمة الألمانية وصفها لأعمال الإدريسي فتقول:
إذا كان بطليموس قد أخطأ في رسوماته ببضع درجات
فإن العرب لم يتجاوزوا الواقع الصحيح بدقيقة أو دقيقتين
ونجد أن الإدريسي قد وحّد الاتجاهين وربط بين الجغرافيا الوصفية والجغرافيا الرياضية الفلكية.
كتب العلامة الألماني ميلر عن الإدريسي مطولاً، ودفعه إعجابه وتقديره
لأن يدرس كتابه دراسة علمية وأن يجمع خريطته العالمية
حيث أخرج هذه الخريطة لأول مرة في طبعة ملونة رائعة في عام 1931.
وما جاء في كتاب تراث الإسلام وفي دائرة المعارف الإسلامية عن الشريف الإدريسي
نجد أن الخريطة الإدريسية تمثل القسم العامر من الكرة الأرضية
تشمل القارات الثلاث أسيا وأوروبا وإفريقية
وكان تقسيم العالم آنذاك يعتمد على نظرية الأقاليم وهي سبعة أوردها الإدريسي
بهذا العدد لكنه حدَّدها وقسَّمها بحسب درجات العرض
فجعل الإقليم الأول بين الدرجة (.) والدرجة (23) شمال خط الاستواء
والأقاليم الخمسة بعده كل واحد منها ست درجات
والإقليم السابع من الدرجة 54 إلى الدرجة 63 وما بعدها
والدرجة الأخيرة غير مسكونة كونها مغمورة بالثلوج.
قدَّر الباحثون وعلماء الجغرافيا عبقرية الإدريسي التي تتجلّى في خريطته للعالم
وفي محاولته إثبات درجات العرض وتحديدها
وقد أفلح في هذا المجال إلى حد بعيد، وبتقسيمه الأقاليم السبعة
إلى عشرة أجزاء متساوية من جهة الغرب إلى الشرق
هذا التقسيم وإن لم يدل على درجات الطول فإنه يسهّل القيام بهذه المهمة ويساعد على رسم الخريطة
علماً أن كتابه يتضمَّن خريطة خاصة لكل قسم من الأقسام السبعين إضافة إلى الخريطة الجامعة
وكل هذه الخرائط ( 71 خريطة) محفوظة في مختلف النسخ الموجودة من كتاب
"نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"
ومنها استخرج ميلر خريطة الإدريسي وطبعها ونشرها كما ذكرنا سابقاً، وكذلك اهتمَّ المجمع العراقي بهذا الكتاب
فعمل باحثوه على مراجعة وتدقيق كل النسخ الموجودة في العالم
وأخرجوا خريطة الإدريسي وطبعوها سنة 1951 وهي بطول مترين وعرض متر.
حظي كتابه وخريطته بإعجاب المستشرقين والباحثين، قال البارون دي سلان:
"إنَّ كتاب الإدريسي لا يمكن أن يوازيه أيّ كتاب جغرافي سابق له
وهناك بعض الأجزاء من المعمورة لا يزال هذا الكتاب دليل المؤرخ الجغرافي في الأمور المتعلقة بها..".
جاء في دائرة المعارف الفرنسية ".. إنَّ كتاب الإدريسي أوفى كتاب جغرافي تركه لنا العرب
وإنَّ ما يحتويه من تحديد للمسافات ومن وصف دقيق يجعله أعظم وثيقة جغرافية في القرون الوسطى..".
للإدريسي مؤلفات عديدة منها كتاب في الأدوية المفردة، منافعها ومنابتها
سمَّاه "الجامع لصفات أشتات النبات"، وله "كتاب الممالك والمسالك، وكتاب روض الفرج ونزهة المرج..".







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Ads Management Version 3.0.0 by Saeed Al-Atwi
الحقوق محفوظه لموقع الشويب
 

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع